إغتصاب شرعي

إغتصاب شرعي 
  كتب عماد عبد الحى الاطير 




 الحياة الزوجية لابد أن تبنى على التفاهم والحب والمودة والرحمة ومعرفة كل طرف لظروف وأحتياجات الطرف الأخر لإن الزواج مشاركة بين شخصين قد يكونان مختلفان فى الطبـــاع وفى التفكير ولكنهمـا أتفقا على أن يخوضان رحلة الحياة الزوجية معاً .

 إن الكثير مننا سواء كان شاباً أو فتاة يحلم بهذا اليــوم الذى يصبح فيـه فى بيت واحــد مع شريكه فى الحيـاة وكلا مننــا يتخيل تلك اللحظــه ، فالشـــاب يحلم أن يكون له بيت مستقل ويكون لديه أسره ويحلم أن يكون أب والفتاة تحلم أن تخرج من بيت العائلة التى عاشت فيـه كفرد فى أســرة إلى بيت شريكها أو مملكتها الجـــــديدة وتكون هى الملكة فى مملكتها الجديدة  .

 فكلاهما يحتاج إلى الأخر لكى يحقق رغباته ويتم تحويل الخيال الذى حلم كلا منهم  الى واقع وحقيقه ، لذلك يجب أن تكون النظرة أعمق وأن يكون الحب هو المحرك والدافع للزواج ، وليست الرغبـه فقط  أو النظر إلى المال ، كما يجب أن يكون هناك تفاهم بين الطرفين من خلال فترة تعارف كافيه يتم إكتشاف كلاهمــــا للأخرحتى لا يكون هناك غموض وعدم معرفه بطباع الأخر .





ــ الكثير من الأزواج يستعجلون فى إقامة العلاقه الشرعيه مع الزوجه بأسرع وقت وفى أى وقت دون النظر إلى ظروفها وإلى أحتياجاتها النفسيه والعاطفيه، وقد يقوم بهذا الحق بطريقه بها بعض العنف والقسوة ، لإنه أراد أن يشبع رغباته دون النظر إلى عواطف ومشاعر الطرف الأخر مما ينتج عن هذا بدايـــــة أختلاف بين الطرفين وبداية إنهيار رحلة زواجهما بأخطاء متسرعة  تحكمت فيها الرغبة . 

ــ إن بعض الأزواج ليس لديهم خبرة بطريقة وأسلوب التعامل مع المرأة فى بداية الزواج ويكــــون لديه نوع من التسرع نتيجة أفكار خاطئة مستمدة من السمع والأحاديث العاميه ، وقد يكـــون السبب هو إثبات لرجولته وإنه المتحكم وإنه صاحب الرأى والقرار فى البيت ، ولابد أن تقوم الزوجة بما يــريد فى أى وقت حسب ما يرغب لإنه هو الرجل وهذا حقه فتتحول العلاقه من علاقه شرعيه بين الزوجين الى علاقة أغتصاب شرعى ولكن هذا الأغتصاب لا يكون بعقاب لإنه يقع تحت مسمى الشرع ولا يعاقب عليه القانون.

ــ إن قلة القراءة والثقافة لدى الأغلبيه مننا والأعتماد على السمع وتجارب من قبلنـــا وكذلك الثقافة المستمدة من الأفلام الثقافية ومن الغرب التى لا يتفق مع أخلاقياتنا أحد الأسباب المهمـــة فى فشل العلاقـــــة الزوجية فالبعض يعتقد إنها معركه حربيه لابد أن يكون هو المنتصر ، فالدين الإسلامى قد شرح العلاقة بين الأزواج من خلال أحاديث عن النبى (ص)الذى قدم لنا العديد من الأحاديث عن الزواج والعلاقــــــة بين الأزواج .

ـــ فقد تم توضح لنا كيف يأتى الزوج زوجتــه من خـــلال مراحل الملاطفـــة والمقدمات لإن المـرأة كائن ذو مشاعر وأحاسيس مختلفه عن الرجل فالكلام والعواطف والمشاعر هما المحــــرك الأساسى للمرأة فهى تعشق بأذنيها قبل أن ترى بعيونها ، ولكن الرجل يكون المحـــــرك له عيـونه قبل حواســـه الأخرى فكلاهما مختلف ولكن بينهما نقطة أتفاق وإنهما يبحثان عن المتعة والسعادة .

ــ نتيجة هذا الأغتصاب الشرعى تحت مسمى حقوق الزوج تحدث الكوارث وتتحول العلاقة إلى تأدية واجب وتكون النتيجة سلبيه على الطرفين فالزوجة تتعامل بجسدها وليس عواطفها فهى تتحول إلى جسد صلب ليس به مشاعر وعواطف وأحاسيس مع الرجل ولا يكون لديها الرغبه وقد يكـــون بداخلهـــــا كره من ذلك الزوج الأنانى الذى بحث عن إرضاء رغباته .

ــ خطورة تلك النقطة أن البيت يتحول إلى تعاسة و قد تضعف الزوجة  أمــام محاولات أى شخص يدخل فى حياتها وقد تقع فى الخيانه مع أول رجل يدق قلبها من خلال كلمات حلمت أن تسمعها من زوجها ومن خلال مشاعر وعواطف تمنت أن تجدها مع زوجها فتعيش بين نار الزوج وجحيم الخيانه .
ـــ فالزوجه لم تجد المشاعر والأحاسيس مع زوجها ولكن شعرت بها مع الطرف الأخر من خلال الكلام الذى أصبح يرضيها أكثر من العلاقه الحميميه مع زوجها ، وأعتقد أن أغلب حالات الخيانه والزنا قد يكون ذلك هو السبب الرئيسى فنحن نحتاج أن نفهـم ونقرأ ونتعرف على الطرف الأخـــــر ونتعلم من كتب الزواج الإسلامى فيوجد فى المكتبات كتب عن الزواج بدون ألفاظ خادشة أو كلمات ليس فيها حياء .




ــ يجب على الزوج أن يتعامل مع زوجتــــه بلطف فليست القســــوة هى التى تثبت الرجوله فالمرأة تحتاج إلى الملاطفه والحنان فى التعامل وليس الشده، وكذلك يجب على الزوجــة أن تحب زوجهــــا بإخلاص وتحاول أن تلبى رغباته بقدر إستطاعتها وأن تعامله بإحترام وتقدير ، وأن تجد الوقت المناسب لكى تجلس فيه مع زوجها ليكون هناك مصارحه بينهم ويجب أن يستمع كلاهما للأخر .

ـــ يجب على كل طرف أن يقوم بتوضيح الأشياء التى لا تعجبه فى الأخــــر وماذا يريد كلاهما من الأخر فليس هناك أقرب منهم أن يتم المصارحه والمكاشفه بينهم بدون خوف أو توريه حتى يصلان فى نهاية الأمر إلى النجاح في حياتهم الزوجية .


ــ إن السعادة وأستمرار الحياة الزوجيه ونجاحها يبدأ من غرفة النوم فكلما وصل الزوجين لمرحلة الرضا فإن كل طرف ســوف يبذل كل مجهـــوده ويفعـل كل ما فى وسعه لكى يسعـد الأخر ويتغلب على صعوبات الحياه  إنها أشياء لا تكلف الزوج شيئاً ولن تنقص من رجولتـــه ، ولكن من خــــلال إصراره على  إهمــــال مشاعر الزوجه والتعرف على رغباتها وأحتياجاتها العاطفيه تتحول الحياه الزوجيه إلى إغتصاب تحت مسمى الشرع والحقوق الزوجيه .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فتنة الكرسي وفساد الحاكم

الحب بين الواقعية والرومانسية

زمن الفهلوة